السمنة| أسبابها وطرق علاجها
السمنة من أكثر الأمراض انتشارًا في وقتنا الحالي خاصةً بين الشباب، ويعود ذلك إلى أسباب متنوعة يُعد من أهمها تغير نمط الحياة اليومي.
روتين الحياة الخالي من ممارسة الرياضة والحركة مع كثرة تناول الوجبات السريعة المليئة بالدهون المشبعة كفيل بزيادة الوزن.
أول ما يُفكر فيه الناس لفقدان الوزن بسرعة هو استخدام أدوية للتخسيس، والتي عادةً ما تؤدي إلى العديد من المضاعفات على الصحة خاصةً إذا ما تم استخدامها دون استشارة الطبيب.
إليك هذا المقال عزيز القارىء والذي سنتحدث فيه معًا عن ماهية السمنة وأسبابها، كما سنتطرق إلى ذكر طرق علاجها ودواعي استخدام الأدوية للتخسيس.
تعريف السمنة
تُعرف السمنة بزيادة معدل كتلة الجسم عن 30 والتي تُعرف بأنها ناتج قسمة وزن الشخص بالكيلوجرام على مربع الطول بالمتر.
كتلة الجسم= وزن الشخص (بالكيلوجرام)/ مربع طول الفرد (بالمتر).
كتلة الجسم | المرجع |
| أقل من 18.5 |
| 18.5 – 24.9 |
| 25 – 29.9 |
| 30 وأعلى من ذلك |
لا يُشير دائمًا وزن الجسم إلى السمنة، إلا أن قياس كتلة الجسم تُعد الطريقة الأمثل لتشخيص السمنة.
كما يُمكن استخدام بعض الطرق الأخرى لتشخيص السمنة والتي تتمثل في:
- قياس محيط الوسط.
- تحليل مكونات الجسم.
- تحاليل الدم.
- الكشف على أجهزة الجسم من ضربات القلب وضغط الدم.
تتمثل أعراض السمنة في زيادة الوزن وتغير شكل الجسم الناتج عن تغير في توزيع دهون الجسم، كما تؤدي بدورها إلى الشعور الدائم بالخجل من المجتمع والاكتئاب وقلة القدرة على الحركة.
أسباب السمنة
إن التعرف إلى أسباب المرض يُعد قطع نصف الطريق للعلاج، وعليه علينا معرفة أسباب السمنة، فعادةً ما يلجأ الناس إلى استخدام أدوية للتخسيس دون الرجوع إلى الطبيب كحل أمثل وأسرع لعلاج زيادة الوزن، وعليه وُجب التنويه إلى أهمية التعرف إلى أسباب زيادة الوزن وتجنبها أولاً.
تختلف الأسباب التي تؤدي إلى السمنة من بين أسباب نفسية وأخرى عضوية، إلا أن العامل المشترك بين جميعها هو زيادة كمية الطاقة الداخلة إلى الجسم عن تلك التي يحتاجها.
يدخل العامل الوراثي أيضًا من ضمن أسباب السمنة، إذ ينتشر في العائلة الواحدة زيادة وزن الجسم عن المعدل الطبيعي.
تنقسم أسباب السمنة إلى نمط الحياة اليومي للفرد، وأمراض وأدوية، كما يلي:
نمط الحياة للفرد:
- عدم ممارسة الرياضة بشكل منتظم ويومي.
- زيادة كمية الأكل عن الحاجة اليومية للطاقة اللازمة للقيام بالأمور الحياتية.
- طبيعة الأكل إذ إن تناول كميات كبيرة من الأكل الغني بالدهون المشبعة والسكريات البسيطة التي تؤدي إلى زيادة مستوى الأنسولين في الدم كفيل بالتسبب في السمنة.
- معدل تناول الطعام ويكون ذلك بالإكثار من تناول الطعام خلال فترات قصيرة.
أمراض :
قد يتعجب البعض من أن هناك بعضًا من الأمراض قد تؤدي إلى زيادة الوزن، إلا أنه ما قد يحدث بالفعل لدى البعض.تختلف الأمراض التي من الممكن أن تسبب في زيادة الوزن، وتتمثل أشهرها في:
- متلازمة كوشينغ (Cushing syndrome) وفيها يكون خلل في إفراز كميات هرمونات الغدة الكظرية (فوق الكلوية) والتي تؤدي إلى زيادة وارتفاع هرمون الكورتيزول في الدم.
- التهاب المفاصل والذي يؤدي بدوره إلى انخفاض حركة الجسم ما يؤدي إلى زيادة الوزن.
أدوية:
قد تؤدي بعض الأدوية إلى السمنة، وعليه يجب متابعة وزن الجسم بصورة مستمرة مع استمرار تناول الأدوية خاصةً الأدوية التي تُستخدم لفترات طويلة.
تتمثل أشهر الأدوية التي من المحتمل أن تؤدي إلى السمنة في:
- أدوية مضادات الاكتئاب والأدوية النفسية المختلفة.
- أدوية علاج الصرع.
- أدوية السكري.
- الستيرويدات.
أسباب أخرى مثل:
- العمر إذ تزيد احتمالية الإصابة بالسمنة مع تقدم العمر ويعود ذلك إلى انخفاض حركة الجسم بالتزامن مع انخفاض معدل عمليات الأيض في الجسم مع تغير معدل ومستوى الهرمونات في الجسم.
- الحمل .
- التوقف عن التدخين ويعود ذلك إلى أن الشخص يحاول تعويض السجائر بالأكل ما يؤدي إلى زيادة الوزن.
- مشاكل واضطرابات في النوم.
- الضغط العصبي والذي يُسبب خلل في هرمونات الجسم ما يؤدي في كثير من الأحيان إلى السمنة خاصةً مع طول مدة التعرض إلى الضغط.
فما هي مقدار السعرات الحرارية التي يحتاجها الجسم؟
تختلف السعرات الحرارية التي يحتاجها الجسم من فرد لآخر، ويُحسب مقدار الطاقة اللازم للجسم بناءً على:
- نمط الحياة اليومي، وتُقاس بناءً على ما إذا الشخص يُمارس الرياضة أم حياته اليومية خالية منها.
- العمر عادةً يحتاج الأصغر عمرًا إلى طاقة أكبر من الأكبر سنًا.
- الجنس، ما إذا كان ذكرًا أم أنثى.
- الأمراض التي تصيب الفرد
- الأدوية التي يتناولها الشخص.
تُحسب الطاقة اللازمة بوحدة الكالوري (كيلوكالوري) والتي يُشار إليها على كل المنتجات الغذائية.
تُعد كمية الطاقة اللازمة اليومية بشكل عام هي 1200 – 2000 كالوري للسيدات و 2200 – 3200 كالوري للرجال، ويجب عدم الزيادة عنها للحفاظ على الوزن.
أضرار السمنة
تؤدي السمنة إلى العديد من المضاعفات على أجهزة الجسم المختلفة، وتتمثل أشهر أضرارها في:
- أمراض القلب والأوعية الدموية.
- السكري من النوع الثاني.
- السرطان.
- مشاكل في الهضم.
- اضطرابات في النوم.
- التهاب المفاصل وآلام العظام.
تجنب زيادة الوزن عامل أساسي في حماية الجسم من مضاعفاته، خاصةً إذا ما كان الشخص لديه تاريخ عائلي بالإصابة بالسمنة.
علاج السمنة
تعددت في الآونة الأخيرة طرق علاج السمنة والتي تبدأ من تغيير نمط الحياة اليومي بالإضافة إلى استخدام أدوية للتخسيس وصولاً إلى إجراء العمليات الجراحية والتي ساعدت العديد من الرجوع إلى الوزن المثالي في وقت قياسي.
يهدف علاج السمنة إلى الرجوع إلى الوزن الطبيعي للفرد والحفاظ عليه وتجنب الزيادة مرةً أخرى، من هنا يمكنك اللجوء إلى طبيب التغذية لعمل نظام غذائي خاص بك بعد أخذ التاريخ المرضي، كما يمكنك طلب المساعدة من مدرب رياضي لتنظيم الرياضات المُثلى لك.
يتمثل علاج السمنة في:
- تغيير نمط الحياة اليومي والذي يتمثل في:
- تقليل السعرات الحرارية اليومية ويكون ذلك عن طريق تقليل عدد الوجبات اليومية بالإضافة إلى تقليل كمية الطعام في كل وجبة.
- تغيير طبيعية الأكل والتي تعتمد على استبدال السكريات والحلوى بالفواكه الطبيعية، بالإضافة إلى زيادة كمية الخضروات اليومية.
- ممارسة الرياضة بشكل يومي ودوري، إذ يحتاج مصابي السمنة إلى ممارسة الرياضة ولمدة لا تقل عن ساعتين ونصف (150 دقيقة) في الأسبوع، كما يُفضل ممارسة الرياضة العنيفة لضمان فقدان أسرع وأضمن للوزن.
- تناول الأطعمة الغنية بالنشويات الصحية والتي تتمثل في البطاطس والبطاطا والبازلاء.
* تتمثل النشويات الصحية في النشويات المعقدة والتي يحتاج الجسم إلى وقت طويل لتكسيرها والحصول على الطاقة اللازمة للجسم، وتختلف عن النشويات البسيطة في أن البسيطة سريعة الهضم والامتصاص من الأمعاء والتي تؤدي بدورها إلى زيادة كمية الأنسولين المفرز من البنكرياس.
- أدوية للتخسيس
قد يلجأ الطبيب في كثير من الأحيان إلى استخدام بعض الأدوية للتخسيس والتي من شأنها أن تزيد معدل الحرق للدهون في الجسم بالتزامن مع تغيير نمط الحياة اليومي وممارسة الرياضة.
لا تستخدم أي أدوية دون استشارة الطبيب خاصةً إذا كنت تعاني من أي مشاكل أو أمراض أخرى.
- ليراجلوتيد والذي يتوفر في ساكسيندا.
- اورليستات والذي يتوفر في اورلى واورليستات.
- الكروم والذي يتوفر في كروماكس وكروميوم.
- العمليات الجراحية
ويُحدد الطبيب إجراء العمليات الجراحية لحالات محددة بناءً على نسبة زيادة الوزن، والتي تنقسم بدورها إلى:
- عمليات تُجرى عن طريق المنظار من خلال إدخال أنبوب رفيع طويل يحمل كاميرا صغيرة في آخره عبر المريء وصولاً إلى المعدة، لعمل تكميم للمعدة، أو إدخال بالون داخل المعدة.
- عمليات جراحية تُجرى عن طريق فتح البطن، والتي تتمثل في ربط المعدة وجراحة تجاوز المعدة وتكميم المعدة.
الوقاية من السمنة
يمكنك اتباع بعضًا من الطرق الوقائية لتجنب زيادة الوزن، والتي تتمثل في:
- ممارسة الرياضة بصورة يومية والتي من الممكن أن تكون عن طريق المشي ولو لمدة نصف ساعة يوميًا.
- استبدال الأكل السريع بالأكل الصحي، ويكون ذلك عن طريق استبدال النشويات البسيطة والسكريات بالنشويات المعقدة والخضراوات والفواكه.
- تقليل كمية الطعام في كل وجبة.
السمنة لدى الأطفال
يُصاب العديد من الأطفال بالسمنة خاصةً إذا كان لديهم تاريخ مرضي في العائلة للإصابة بالسمنة، كما أن اتباع النظام الغذائي الغير صحي كفيل بزيادة الوزن لدى الأطفال.
الوزن المثالي للأطفال:
يختلف الوزن المثالي للأطفال باختلاف العوامل التالية، والتي تتمثل في:
- العمر.
- الجنس.
- الطول.
يجب متابعة وزن وطول الطفل خاصةً حديث الولادة لتجنب أي أمراض أو مشاكل قد تظهر فيما بعد.
طرق تجنب السمنة للأطفال:
يمكنك تجنب الإصابة بزيادة الوزن عن طريق:
- الرضاعة الطبيعية إذا ما لم تكن هناك أي موانع.
- تجنب الإكثار من السكريات والحلويات.
- الإكثار من تناول الأكل الصحي والمتمثلة في الخضراوات والفواكه.
- ممارسة الرياضة.
- تجنب الإكثار من مشاهدة التلفاز والشاشات.
- النوم مبكرًا لمساعدة الجسم في إفراز الهرمونات التي تساعد على الحرق.
الخلاصة
وأخيرًا، فإن السمنة هي من أكثر أمراض العصر انتشارًا لكلٍ من البالغين والأطفال على حد سواء، والتي تؤدي إلى العديد من المضاعفات على أجهزة الجسم المختلفة. تختلف الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالسمنة من أسباب جسدية وأخرى نفسية. يُمكن علاج زيادة الوزن عن طريق تغير نمط الحياة اليومي والاتجاه إلى الأكل الصحي بالإضافة إلى أنه يمكن استخدام الأدوية للتخسيس بعد استشارة الطبيب المختص، كما يُعد اللجوء إلى العمليات الجراحية من طرق علاج زيادة الوزن.
